مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

عملتنا هويتنا

02/03/2025

كثير منا لا يعلم كيف بدأت العملة السعودية؟ وإلى أي مدى تطورت العملة السعودية حتى ظهرت مكانة الريال السعودي في وقتها الحالي ضمن الاقتصادات العالمية الكبرى ودول العشرين؟
فقد كانت أول خطوة عملية قام بها الملك عبدالعزيز – رحمه الله- تمثلت في دمغ بعض النقود الشائعة والرائجة في التداول بكلمة (نجد)، وكان ذلك قبل سنة 1340هـ (1922م)، ومن أهم تلك النقود التي خضعت للإصلاح النقدي، الريال الفرانسي، الروبية والهندية وأجزاؤها، وبعض القروش التركية والقروش المصرية. وكانت تلك الخطوة الجريئة من الملك عبد العزيز- رحمه الله – تعد بمثابة اللبنة الأولى لأساس نظام النقد السعودي وفق المصادر المتاحة آنذاك.
حيث شهدت سنة 1436هـ، العديد من التطورات النقدية الجبارة، فكان أولها قيام الملك عبد العزيز بإلغاء التعامل بجميع النقود المتداولة كالعثمانية والهاشمية وغيرها. وخلال السنة نفسها قام الملك عبد العزيز – رحمه الله – بخطوة تعد من أهم المراحل التي مرت بها عملية الإصلاح النقدي تلك الفترة. فقد قام بطرح أول ريال عربي سعودي خالص جرى سكه من معدن الفضة على غرار الريال المجيدي.
ولتحقيق الانتشار لهذا النقد، ودعمه أمام تحديات النقود الأخرى التي شكلت لها قاعدة صلبيه من تعاملات الناس اليومية. فقد أصدر الملك عبدالعزيز أمره السامي المتضمن أول تنظيم للوضع النقدي في البلاد والذي جرى نشره في الجريدة الرسمية (أم القرى) في عددها رقم (160) وتاريخ 1346/7/13هـ (1928/1/9م). حيث تضمن العديد من المواد التي رسمت السياسة النقدية للدولة آنذاك.
وفي عام صدر المرسومان الملكيان برقمي 30/4/1/1046 و 30/4/1/1047، وتاريخ 1371/7/25هـ (1952/4/20م) بإنشاء مؤسسة النقد العربي السعودي، واعتماد نظامها الأساسي. الذي حدد أهم وظائفها في تثبيت قيمة العملة السعودية، ودعمها داخل البلاد وخارجها وفي ظل التطورات الاقتصادية المتلاحقة، وتنامي واردات الدولة بشكل كبير، وكانت الخطوة الأكثر جرأة في نظام النقد السعودي، والتي تمثلت بقيام مؤسسة النقد بإصدار ما عرف آنذاك بإيصالات الحجاج التي طرحت للتداول اعتبارا من 1372/11/14هـ (1953/7/25م) من فئة العشرة ريالات، والتي طبع منها خمسة ملايين إيصال، كطبعة أولى، كتب على هذا الإيصال عبارات متعددة باللغة العربية والفارسية، والإنجليزية،والأردية، والتركية، والمالاوية، ما يحفظ لحاملها قيمة هذا الإيصال من الريالات الفضية السعودية. وبعدها صدرت فئة الخمس ريالات.
وخلال تلك التطورات الكبيرة للريال السعودي، اعتمد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – رمز الريال السعودي، في خطوة تاريخية تهدف إلى تعزيز هوية العملة الوطنية.
حيث ساهم هذا القرار في تعزيز هوية المملكة العربية السعودية المالية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، الذي يشجع ويعزز الهوية الوطنية والانتماء الثقافي، فضلاً عن إبراز مكانة الريال السعودي وتعزيز الثقة به، وإظهار مكانة المملكة ضمن الاقتصادات العالمية الكبرى.
ويجسد رمز العملة الوطنية – الذي صُمم بأعلى المعايير الفنية – ثقافة المملكة وتراثها العريقين، حيث يحمل الرمز اسم عملتنا الوطنية “ريال” بتصميم مستوحى من الخط العربي. وسيعزز الرمز من تمثيل الريال السعودي في السياق المحلي والإقليمي والدولي، ما يجعله مناسبًا للاستخدام في الإشارة إلى الريال السعودي في جميع التعاملات المالية والتجارية.

 

 

أ. سهام عماري
@sehamamari
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop