مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

قصة “لحظات في حديقة منزلي”

كنت جالسة في حديقة منزلي الصغيرة، تحت ظلال شجرة الزيتون القديمة التي زرعها والدي قبل سنوات طويلة. كان الجو لطيفًا، والشمس تغرب ببطء في الأفق، ترسل أشعتها الذهبية لتلمس الأوراق المتساقطة من الأشجار حولي. كل شيء في الحديقة كان هادئًا، إلا من صوت الطيور المغردة التي كانت تملأ المكان ببهجة.

عندما جلست على المقعد الخشبي الذي اعتدت الجلوس عليه منذ طفولتي، شعرت بسلام غريب يغمرني. المكان الذي طالما كنت أهرب إليه كلما شعرت بالضغوطات أو الهموم، أصبح اليوم مكانًا للهدوء الداخلي والتأمل. بيد واحدة كنت أمسكت بكوب من الشاي الدافئ، بينما كنت أراقب ألوان السماء تتغير تدريجيًا مع الغروب. في تلك اللحظات، شعرت أن الوقت يتوقف، وأن الحياة تعطيك فرصة للتنفس وسط الزحام اليومي.

الحديقة كانت دائمًا تشكل جزءًا من ذاكرتي. كنت ألاحظ كيف كانت تتغير فصولها، كيف كانت الزهور تتفتح في الربيع، ثم تتحول إلى أوراق صفراء في الخريف، وكيف كان المكان يعكس في كل مرحلة من مراحل السنة جزءًا من حياتي الشخصية. كانت الحديقة شاهدة على لحظاتي السعيدة، وأيضًا على لحظات الحزن والضيق. هنا، تعلمت كيف أستمتع باللحظات الصغيرة وأعيش في الحاضر.

اليوم، وأنا جالسة هنا، شعرت بشيء مختلف. كنت أشعر أنني قد كبرت بشكل غير ملموس، وأن هذه الحديقة كانت مرآتي التي تعكس تطوري. ربما كانت الأيام تمر بسرعة أكبر مما كنت أتمنى، لكنني كنت ممتنة لهذه اللحظات التي أستطيع أن أجد فيها نفسي بعيدًا عن صخب الحياة.

كان هناك شيء هادئ في تلك اللحظة الرياح الخفيفة التي كانت تداعب وجهي، وصوت خطواتي الخفيفة على العشب الأخضر. في تلك اللحظة، أدركت أنني في حاجة إلى هذه اللحظات من الراحة والتأمل أكثر من أي وقت مضى. في قلب هذه الحديقة الصغيرة، وجدت السلام الداخلي الذي لطالما بحثت عنه في الزمان والمكان.

ومع غروب الشمس، شعرت بشعور من الرضا. الحياة قد لا تكون دائمًا كما نتمنى، لكن في هذه اللحظات البسيطة، في حديقة منزلي الصغيرة، أدركت أنني أملك كل ما أحتاجه للتمتع بالسلام الداخلي الوقت، والمكان، والعقل الهادئ.

شادية الغامدي
عضو جمعية إعلاميون
@shadiyah_gh

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop