في قلب الصحراء الشرقية، وتحديدًا على طريق دولي يربط بين أهم مدن المملكة، تقع محافظة النعيرية، مدينة واعدة تحمل بين كثبانها تاريخًا من البساطة، وطموحًا هائلًا لمستقبل أكثر إشراقًا.
ورغم ما شهدته من تحسينات خلال السنوات الأخيرة، فإن تطلعات السكان والمحبين لهذه الأرض تشير إلى أن النعيرية تستحق ما هو أكثر.
أولًا: البنية التحتية تحتاج تحديثًا شاملًا فالطرق الداخلية في المحافظة لا تزال بحاجة إلى صيانة وتوسعة، خاصة الشوارع الحيوية التي تعاني من الازدحام والحفر.
كما أن إنشاء جسور مشاة وتنظيم التقاطعات سيسهم في تحسين السلامة المرورية.
أما القرى والمراكز التابعة، فتنتظر منذ سنوات مشاريع سفلتة وإنارة وصرف صحي تليق بها.
ثانيًا: السياحة.. كنز لم يُستثمر بعد
فالنعيرية تُعرف بموقعها القريب من البر، وهي محطة مثالية لعشاق الكشتات والرحلات الشتوية.
لكنها تفتقر إلى:
– مواقع تخييم منظمة بخدمات أساسية (دورات مياه – إنارة – مناطق شواء).
– مرافق سياحية حديثة مثل المنتجعات البرية أو المخيمات الفندقية.
– مهرجانات سنوية تُبرز التراث المحلي وتجذب الزوار.
لو استُثمرت هذه الجوانب، لتحوّلت النعيرية إلى وجهة شتوية بارزة في المنطقة الشرقية.
ثالثًا: الخدمات الترفيهية والتجارية
يعاني السكان من محدودية الخيارات في مجال الترفيه والمقاهي والمطاعم الحديثة.
لذلك أبناء وبنات النعيرية يتطلعون إلى:
– مجمعات تجارية مغلقة.
– مقاهي بطابع حديث وشبابي.
– مكتبة عامة ، مساحات للفعاليات الثقافية.
إن توفير هذه الخدمات لا يسهم فقط في جودة الحياة، بل في دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل.
رابعًا: تطوير القطاع الصحي
لا تزال الحاجة قائمة لتوسعة مستشفى النعيرية العام وتوفير التخصصات النادرة مثل: القلب ،
الأطفال ، النساء والولادة.
كما أن إنشاء مراكز صحية متقدمة في الأحياء الجديدة ضرورة تواكب الزيادة السكانية.
خامسًا: دعم الشباب والمبادرات المجتمعية
النعيرية مليئة بالشباب الطموح والطاقات النسائية الرائعة، ولكن لا توجد:
حاضنات أعمال.
مراكز تدريب حرفي أو مهني.
منصات لدعم المبادرات التطوعية أو المشاريع الصغيرة، والرحلات..
تفعيل دور الشباب وتمكينهم من أدوات العصر سيُحدث فارقًا كبيرًا في مشهد المحافظة.
كلمة أخيرة:
النعيرية اليوم ليست كما كانت بالأمس، لكنها لم تبلغ بعد ما تستحقه من تنمية وخدمات.
إننا نطمح إلى شراكة جادة بين الجهات الحكومية والمستثمرين وأبناء المحافظة من أجل مستقبل تتزين فيه النعيرية بمرافقها، وتتباهى بتطورها، وتنافس المدن من حولها لا بالبناء فقط، بل بالروح والهوية والتميز.
أ. هيا الدوسري
HAldossri30@
عضو جمعية إعلاميون
