مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

كيف نواجه الغلاء؟

 

يشهد العالم موجةَ تضخُّم تؤثِّر في أسعار السلع والخدمات، وتشكِّل ضغطًا رهيبًا على حياة النَّاس، ولم تكن المملكة بمنأى عن وتيرة الغلاء المتوحِّشة التي تجتاح العالم. ومع ذلك، تبقى مواجهة الغلاء مسؤوليَّة مشتركة بين الدولة والمجتمع، تتطلَّب وعيًا اقتصاديًّا وسلوكًا استهلاكيًّا رشيدًا.
أُولَى خطوات المواجهة، تبدأ بالتخطيط الماليِّ للأسرة، وترتيب الأولويَّات بين الضروريِّ والكماليِّ، مع تبنِّي ثقافة الادِّخار والابتعاد عن الشراء العاطفيِّ. كما يبرز دور المستهلك في دعم المنتجات الوطنيَّة التي تُسهم في خفض التكاليف، وتعزيز الاقتصاد المحليِّ.

وفي المقابل، تواصل الجهات الحكوميَّة جهودها في مراقبة الأسواق، وضبط الأسعار، وتحفيز المنافسة العادلة؛ لضمان التوازن. كما تشجِّع المبادرات الوطنيَّة على تعزيز الوعي الماليِّ وتبنِّي حلول رقميَّة؛ لتسهيل المقارنة بين الأسعار وتحسين القرارات الشرائيَّة.

ولا يمكن إغفال دور الشباب في هذه المرحلة، فهم الفئة الأكثر قدرةً على تبنِّي أنماط استهلاك حديثة وواعية، واستثمار مهاراتهم الرقميَّة في إطلاق مشروعات رياديَّة تخلق فرص عمل، وتحدُّ من الاعتماد على الاستيراد. فوعي الشباب الماليِّ وريادتهم يشكِّلان وقود المستقبل ومحرِّك الاقتصاد المتجدِّد.

الغلاء اختبار لقدرتنا على التكيُّف لا على الاستسلام. فالأوطان القويَّة لا تُقاس بوفرة مواردها، بل بنباهة شعوبها، ووعيها في إدارة مواردها. والمملكة اليوم تمضي بثقةٍ في طريق الإصلاح والتمكين، لكنَّ نجاح المسيرة مرهونٌ بوعي المواطن، وإبداع الشباب.

فلنجعل من كلِّ ريال قرارًا، ومن كلِّ تحدٍّ خطوةً نحو التوازن، ومن كلِّ أزمة دافعًا نحو النموِّ. وعندها فقط، سيثبت السعوديُّون للعالم أنَّ القوة ليست في مواجهة الغلاء بالكلام، بل بصناعة المستقبل بالإرادةِ والعملِ.

 

د. سعود الغربي
@S_F_Algharbi
مؤسس ورئيس جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop