مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

لعبة الموت في الطائف..  مسؤوليات لا تحتمل التأجيل؟

في لحظة كان يفترض أن يعلو فيها صوت الضحك، انقلب المشهد إلى صرخات هلع وأصوات إسعاف. حادثة منتزه الجبل الأخضر بالهدا – الطائف، حيث انهارت لعبة “360 درجة” فجأة، لم تكن مجرد خلل فني، بل اختبار حقيقي لمدى التزام منشآت الترفيه بواجباتها القانونية والأخلاقية.
كمواطنة ومحامية، آلمتني هذه الحادثة التي أصيب فيها ثلاثة وعشرون شخصًا، بينهم حالات حرجة، وأرى أنها تستدعي وقفة جادة، ومحاسبة فورية لا تحتمل التأجيل.
من الناحية القانونية، الحادثة تفتح باب المساءلة على مصراعيه:
المسؤولية الجنائية:
إذا أثبتت التحقيقات أن الخلل ناتج عن إهمال أو تقصير في الصيانة أو التشغيل، فإن القانون واضح في محاسبة المتسببين. العقوبات قد تصل إلى السجن والغرامة، استنادًا إلى نظام الإجراءات الجزائية ولائحة الدفاع المدني المنظمة للمدن الترفيهية.
المسؤولية المدنية:
إلى جانب العقوبات الجنائية، يظل حق المصابين في المطالبة بالتعويض قائمًا. التعويض لا يقتصر على العلاج الجسدي فقط، بل يشمل الأضرار النفسية والمعنوية وكل ما تكبدوه جراء الحادث.
رسالتي بعد الحادث:
السلامة ليست بندًا ثانويًا في قائمة التشغيل، بل هي الأساس الذي تُبنى عليه ثقة الناس في أي منشأة. أتمنى أن تكون هذه الحادثة جرس إنذار يدفع جميع مدن الترفيه إلى:
•الالتزام بالفحوصات الدورية الموثقة.
•تدريب الكوادر على إجراءات السلامة والطوارئ.
•توفير تأمين شامل يغطي الحوادث.
•تطبيق المعايير الوطنية والدولية في التشغيل والصيانة.
وأخيراً، الأرواح التي أُصيبت في لحظة كانت من المفترض أن تكون مليئة بالفرح، هي أمانة في أعناق الجميع. التقصير في حمايتها هو إخلال بالقانون والواجب الإنساني، وأي تهاون فيه يعني أننا لم نتعلم الدرس بعد.
أ. سهام عماري
@sehamamari
عضو جمعية إعلاميون
شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop