منذ 2010م عاشت الشقيقة سوريا مأساة وطنية بحكم غير رشيد قتل الشعب وأحرق الأرض، في خضم هذه المأساة لم تكن بلادي -بتوجيه قيادتها- بعيدة عن المشهد دفاعاً عن خير الإنسان في سوريا، وليس خافيا عن القاصي والداني كم عملت بلادي لهذا الشعب إبان أزمته تعاوناً مع كل القوى الرافضة لهذا الإجرام النظامي ومن ساعده في تحطيم كيان الدولة وشرد ملايين من مواطنيها، وعثا في الأرض فساداً عقدياً وجغرافياً بدعم من تحالفات إقليمية ودولية ذات مصالح خاصة، وعلى حساب الشعب السوري، يتكرر المشهد أمامي اليوم في هبة شقيق لشقيقه في فجر السلم، فإن كانت قد وقفت مع هذا الشعب في أزمة محنته ودعمت حركته الوطنية بكل ما أوتيت من إمكانات.. لعلي أذكر مشهداً يعبّر عن صلابة موقف بلادي من الأزمة في سوريا، كان هناك اجتماع لأصدقاء سوريا في سنوات الأزمة الأولى، ألقى في هذا الاجتماع سمو الراحل الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية خطاباً ملهما أوضح فيه نشأة الأزمة وما يفعله النظام بشعب أعزل، وأهاب بالمجتمعين إلى دعم الشعب السوري في ثورته، وحين لم يجد الصدى الإيجابي والفعّال لهذه الدعوة انسحب من الاجتماع وكرّس جهوده الثانية مع القوى الدولية الفاعلة التي أثمرت عن تقديم الدعم لمساندة حق الشعب السوري ضمن إطار مجموعة أصدقاء سوريا واحتضان بلادي أطراف سورية كي تعمل بشكل منسق وجماعي لصالح الثورة السورية واستضافة مئات الآلاف من المواطنين السوريين كضيوف لنا، وسهلت لهم كل سبل الراحة والحياة، اليوم ومن خلال نشاط قيادة بلادي وتوجيهات مقام خادم الحرمين الشريفين يتولى سمو ولي العهد الأمين -حفظهما الله- زمام ورسن العمل لإحياء حلم الشعب السوري في أمن وأمان واستقرار بدأ من الجهود الدبلوماسية بإعادة سوريا إلى الحضن العربي، وما صاحبه من إجراءات دولية ورفع الحصار والعقوبات الدولية التي كبلت سوريا مالياً واقتصادياً.. مشهد البعثة السعودية الاستثمارية بأطيافها المختلفة حكومية وقطاع خاص في دمشق لاستشراف ما يمكن من دعم ومناشط اقتصادية بين البلدين يعيد البسمة والفرح إلى إنسان سوريا (وما لها غير سعودها) ويعيد الدولة السورية إلى الجسد العربي، المشاريع التي دعمت وطرحت أرقامها تكفي للحديث عن نفسها لكل ذي فطنة المفارقة، المفارقة المحببة أنه في وقت تمتد الأيادي السعودية لجمع شتات الشعب السوري من الخارج إلى أرضه تقوم أيادٍ سعودية بفصل السوريين عن بعضهما فعملية ناجحة بفضل الله بفصل التوأم السيامي السوري الملتصقين (سيلسن وايلين) أيادٍ تصنع بعد الله سبل الحياة.. يا بلادي واصلي والله معاك.
السفير م. دهام الدهام
عضو جمعية إعلاميون