لن تشرق الشمس قبلي..! فأنا الضوء حين ينهض من رماد الصمت، وأنا النور الذي لا ينتظر انبثاق الفجر، بل يخلقه من العدم، وأنا الوهج الذي يشقّ أنفاس الليل، ويوقظ في القلب شهقة البدء، أنا اليد التي تقتاد الفكر من كهف التردد، وتزرعه على قمم المستحيل.

لن تشرق الشمس قبلي، لأني أنا من ينفخ في جفونها سحر النهوض، أنا من يشعل زرقة السماء بوهج حضوره، أنا أول رعشة في قلب الصبح، وأول نداء يُطلقه الضوء في فضاء الأحلام الخانقة. أنا الأمل حين يتسع من ضيق، والعزم حين يزمجر في وجه السكون.

لن أترك للزمن أن يملي وجهته، فأنا من ينحت للخطى سُبُل المجد في صخر المستحيل، وأوقد في قلبي جمرة الطموح، حتى يغدو لهبًا لا ينطفئ، لا تهده الريح، ولا تُطفئه الخيبات.

فالنجاح هو نقش الضوء على جبين السماء، هو ذاكرة لا تمّحي، هو الحلم حين يتحوّل إلى نبض، والصبر حين يتجسد في ملامح الوصول. نغرسه كبذرة في تربة الإرادة، فننتظر… لا خنوعًا، بل يقينًا. حتى إذا تأخّر المطر، أزهرت البذرة نورًا، لأن النور لا يُقهر… فهو يُولد من رحم العتمة، ويستمر، رغم أنف الظل، ورغم أنين السكون.

لن تشرق الشمس قبلي، لأني قررت أن أكون بدايتها، أن أكون الشروق ذاته،
أن لا أنتظر الفجر، بل أخلقه… في كل فكرة، في كل خطوة، في كل نبضة.

(لن تشرق الشمس قبلي).. جملة قالها الدكتور أشرف قرطام، فلم تلامسني فقط، بل سكنتني، وأيقظت فيّ النور الذي لم أكن أعلم أنه ينتظر اسمي ليبدأ الشروق.

أ. هناء الخويلدي
‏@Hana69330082
عضو جمعية إعلاميون