ماذا لو توقف العالم عن الكلام؟
وأصبحت الشوارع بلا همسات، والناس بلا ضحك، هل سنشعر بالخوف، أم بالحرية؟
في صمت العالم، سنسمع أنفسنا،
أصوات القلب، همسات الروح، والأفكار التي طالما خبأناها. ربما سنكتشف زوايا لم نعرفها في داخلنا، ونرى الحقيقة بلا أقنعة، بلا ضجيج، بلا تزييف.
في هذا الصمت، حتى أصغر الأصوات تصبح أعمق أثرًا، ضحكة طفل، همسة الريح، أو صوت الأوراق المتساقطة، كلها تلامس القلب.
الصمت يجعلنا أكثر وعيًا بمشاعرنا، أفكارنا، ورغباتنا الحقيقية، ويجعل التواصل بيننا أصدق، عبر النظرات، الأفعال، والمشاعر الصادقة.
كما يفتح المجال للإبداع، للكتابة، للفن، وللتأمل، حين يهدأ العقل ويصبح خاليًا من ضجيج العالم، ويواجهنا الصمت بوحدة، بعضنا يجد فيها راحة، وبعضنا يواجه خوف الفراغ، لكن كلنا نتعلم معرفة النفس واكتشاف ما هو حقيقي.
الصمت ليس فراغًا، بل مرآة، تعكسنا كما نحن، بلا تعديل، بلا تلوين، وفيه نتعلم أن نستمع، أن نفهم، أن نحيا بعمق، فالصمت، أحيانًا، أصدق من كل الضوضاء. هل سيبدو صمت العالم مخيفاً؟
الصمت ليس موتًا بالضرورة، بل فرصة لنسمع نبضات الحياة الخفية داخلنا وحولنا. الأصوات التي نغفل عنها عادةً— همسات الريح، حفيف الأشجار، نبضات القلب — تصبح أوضح وأكثر حضورًا.
الصمت يكشف الحقيقة والواقع كما هو، بلا تزييف أو إلهاء، وهذا يمكن أن يكون مخيفًا لكنه أيضًا صادق وجميل.
باختصار: الصمت يشبه الجانب المظلم والمضيء للحياة في نفس الوقت، يخيفنا لأنه غير مألوف، لكنه يمنحنا فرصة لفهم أنفسنا والعالم من حولنا بعمق.
أ. هيا الدوسري
@HAldossri30
عضو جمعية إعلاميون