أحيانًا، حين نوجّه أنظارنا نحو حياة الآخرين، نرى انعكاسًا لما بداخلنا أكثر ممّا نرى حقيقتهم. نُفسِّر تصرّفاتهم من منظورنا، ونُسقِط عليهم مشاعرنا، ثم نعتقد أنّنا نحكم بعدل، بينما في الحقيقة نحن نُفرغ ما فينا من أفكارٍ ومخاوف.
هناك من يُراقب الناس بقلبٍ مثقل، فيظنّ أنّه يُقيّمهم، لكنّه في العمق يُرهق نفسه بطاقةٍ لا تُحتمل. وكلّما اشتدّ في إطلاق الأحكام، اشتدّ وجعه الداخلي. لأنّ كلّ حكمٍ قاسٍ هو حجرٌ يُلقى في ماءٍ صافٍ، فيُكدّره ويعكّر صفوه.
إنّ الحكم على الآخرين ليس مجرّد رأيٍ عابر، بل طاقةٌ تُوجَّه، إمّا بالرحمة وإمّا بالقسوة. وما يُرسَل من طاقةٍ يعود إلى صاحبه مضاعفًا، كما يعود الصدى لصوت الجبال. لذلك، حين يشتدّ نقد الإنسان لغيره، فإنّ ما يؤذيه في الآخرين هو في الحقيقة انعكاسٌ لشيءٍ غير متصالحٍ بداخله.
بعض النفوس مرضت، لا لأنّ أحدًا آذاها، بل لأنّها انشغلت بتصنيف الآخرين، حتى امتلأت بالظنون. فاختلطت طاقةُ النقد بذبذبات الخوف، وتحول الجسد إلى مرآةٍ لهذا الاضطراب. فالطاقة التي تُرسلها النية، تعود إليك على هيئة شعورٍ أو حدثٍ أو وجعٍ، كأنّ الكون يُذكّرك بأنّ ما تراه في غيرك هو درسٌ لك أنت.
حين نتوقّف عن النظر في أخطاء غيرنا، ونوجّه البصيرة إلى داخلنا، يبدأ الشفاء. فالقلب الذي يختار الفهم بدل الإدانة، يختار النور بدل العتمة. وعندما نفهم أنّ كلّ إنسانٍ يعيش تجربته الخاصة، ندرك أنّ السلام الحقيقي لا يُستمدّ من الخارج، بل يُزرع في الداخل.
فلتكن كلماتنا بلسماً لا سيفًا، ونظراتنا دعاءً لا حُكماً. ولنترك مساحةً للرحمة في قلوبنا، لأنّنا جميعًا نُخطئ ونتعلّم ونتغيّر. إنّ وعي الإنسان لا يُقاس بما يقوله عن غيره، بل بما يُدركه عن نفسه. وكلّما اتّسع الوعي، ضاق مجال الحكم، واتّسع مجال الحبّ.
أحيانًا، حين نوجّه أنظارنا نحو حياة الآخرين، نرى انعكاسًا لما بداخلنا أكثر ممّا نرى حقيقتهم. نُفسِّر تصرّفاتهم من منظورنا، ونُسقِط عليهم مشاعرنا، ثم نعتقد أنّنا نحكم بعدل، بينما في الحقيقة نحن نُفرغ ما فينا من أفكارٍ ومخاوف.
هناك من يُراقب الناس بقلبٍ مثقل، فيظنّ أنّه يُقيّمهم، لكنّه في العمق يُرهق نفسه بطاقةٍ لا تُحتمل. وكلّما اشتدّ في إطلاق الأحكام، اشتدّ وجعه الداخلي. لأنّ كلّ حكمٍ قاسٍ هو حجرٌ يُلقى في ماءٍ صافٍ، فيُكدّره ويعكّر صفوه.
إنّ الحكم على الآخرين ليس مجرّد رأيٍ عابر، بل طاقةٌ تُوجَّه، إمّا بالرحمة وإمّا بالقسوة. وما يُرسَل من طاقةٍ يعود إلى صاحبه مضاعفًا، كما يعود الصدى لصوت الجبال. لذلك، حين يشتدّ نقد الإنسان لغيره، فإنّ ما يؤذيه في الآخرين هو في الحقيقة انعكاسٌ لشيءٍ غير متصالحٍ بداخله.
بعض النفوس مرضت، لا لأنّ أحدًا آذاها، بل لأنّها انشغلت بتصنيف الآخرين، حتى امتلأت بالظنون. فاختلطت طاقةُ النقد بذبذبات الخوف، وتحول الجسد إلى مرآةٍ لهذا الاضطراب. فالطاقة التي تُرسلها النية، تعود إليك على هيئة شعورٍ أو حدثٍ أو وجعٍ، كأنّ الكون يُذكّرك بأنّ ما تراه في غيرك هو درسٌ لك أنت.
حين نتوقّف عن النظر في أخطاء غيرنا، ونوجّه البصيرة إلى داخلنا، يبدأ الشفاء. فالقلب الذي يختار الفهم بدل الإدانة، يختار النور بدل العتمة. وعندما نفهم أنّ كلّ إنسانٍ يعيش تجربته الخاصة، ندرك أنّ السلام الحقيقي لا يُستمدّ من الخارج، بل يُزرع في الداخل.
فلتكن كلماتنا بلسماً لا سيفًا، ونظراتنا دعاءً لا حُكماً. ولنترك مساحةً للرحمة في قلوبنا، لأنّنا جميعًا نُخطئ ونتعلّم ونتغيّر. إنّ وعي الإنسان لا يُقاس بما يقوله عن غيره، بل بما يُدركه عن نفسه. وكلّما اتّسع الوعي، ضاق مجال الحكم، واتّسع مجال الحبّ.
أ. إلهام المحمدي
@ElhamElhamal950
عضو جمعية إعلاميون