مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

من ارتجاف الحروف إلي وقار الكلمة

 

في بداياتي، لم يكن الحديث أمام الآخرين سهلاً… كانت الكلمات تتعثر على لساني، والتوتر يتسلّل إلى نبضي.
لكنني قررت أن أواجه هذا الخوف، لا أن أتعايش معه.
ومن هنا، بدأت رحلتي في توستماسترز… لم أكن أبحث فقط عن مهارة، بل عن صوتٍ يسكنني بثقة، عن هوية جديدة أستطيع أن أعبّر بها عن نفسي دون ارتباك.

وفي زحام العالم، وبين الضجيج والصمت، قد نحتاج إلى صوتٍ يُشبهنا… صوتٍ يعرف كيف يعبّر، لا يخشى المنصة، ولا تزلزله نظرات الحضور.
وهنا، تتجلّى منظمة “توستماسترز” كيدٍ تمتدّ لتقودك نحو نفسك، نحو صوتك، ونحو القائد الكامن في أعماقك.

توستماسترز (Toastmasters International) هي منظمة تعليمية عالمية غير ربحية، تأسست في عام 1924م، على يد رالف سمدلي، بهدف تمكين الأفراد من تطوير مهارات الخطابة والتواصل والقيادة.
اليوم، تمتد أنديتها في أكثر من 140 دولة، تضم أعضاء من مختلف الخلفيات، يجتمعون ليس لسرد الخطب فقط، بل لبناء الذات من خلال الكلمة.

فالهدف عميق وبسيط في آنٍ واحد:
أن تعلّمك كيف تقول ما تريد بثقة، بوضوح، وبأثر.
أن تُحسن التعبير عن فكرتك، ومشاعرك، وأن تكتشف القائد الذي يولد حين تُنصت إليك القلوب قبل الآذان.

في توستماسترز، لا توجد محاضرات ولا اختبارات تقليدية، بل هناك تجربة من خلال اجتماعات دورية داخل أندية صغيرة، تتعلم عبر الممارسة ،تُلقي الخطب، فتتلقى تقييمًا بنّاء.
تتولى أدوارًا قيادية، فتتعلّم من التطبيق المباشر.تتحدث وترتجل وتستمع، فتُصقل روحك قبل لسانك.
وكل ذلك يتم ضمن بيئة داعمة، مشجعة، تُخطئ فيها بلا خوف، وتتعلم بلا حدود.
توستماسترز ليست فقط لمن يريد الوقوف على المسرح، بل لكل من يسعى للتواصل الفعّال.
فوائدها تتعدى الخطابة، لتشمل:تعزيزالثقةبالنفس.تحسين التفكير المنطقي.واكتساب مهارات القيادة والعمل الجماعي والتحدث أمام الجمهور براحة واحترافية.

وفي النهاية، ربما لا يكون الهدف أن تصعد المنصة لتخطب، بل أن تصعد بداخلك… لتلتقي بذاتك، وتُخرج صوتك من صمته الجميل إلى وضوح التأثير.

مع كل خطاب، ومع كل تقييم، كنت أُبنى من جديد.
أصبحت أقف بثباتٍ رغم رعشة البدايات، وأتحدث رغم تسارع الأنفاس… حتى شعرت أخيرًا أن الثقة أصبحت تقيم في داخلي لا تزورني مؤقتًا.

من خلال التواجد هناك تصبح قادرا على التحدث أمام الحشود، وأمام القادة، وفي أصعب الحوارات الإنجازية. فالصوت يصبح أداة إنجاز، والحضور يصبح رسالة.
وفي مجال الإعلام، صرت أُدرك أن الكلمة حين تُقال بثقة، تصنع فرقًا لا تصنعه الكاميرات.
فامن ارتجاف الحروف إلى وقار الكلمة.

 

أ. هناء الخويلدي
‏@Hana69330082
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop