مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

مهاجمة المنجز السعودي… هيئة الترفيه أنموذجاً

 

انتظرت طويلًا قبل كتابة هذا المقال، متابعًا المشهد بدقة وعن كثب وبنظرة تحليلية بحتة حتى عزمت على إبداء الرأي عبر منبر جمعية تمتهن المشاركة في صناعة المشهد الإعلامي الرصين وتنهض بتشكيل الرأي العام.

سأكون مباشراً وشفافاً في حديثي الموجه لزملاء المهنة ورفاق الحرف الشرفاء في مصر العزيزة. فالعلاقات السعودية–المصرية أرسخ وأعمق من أن تختزل في كلمات؛ فهي ثابتة كما تثبت الأصابع في راحة اليد.
على مستوى القيادة السياسية.. هناك توافق كبير في معظم الملفات الإقليمية والدولية وعمل مشترك منسق وعلاقة تقدير واحترام متبادل بين القيادة السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد – حفظهما الله – وبين فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

الشعبان السعودي والمصري يكن كل منهما الحب والتقدير للآخر وتربطهما المصاهرة والصداقة والتجارة، فضلاً عن إقامة آلاف السعوديين في مصر وعمل ملايين الأيدي العاملة المصرية في السعودية بكرامة وإسهامهم في نهضتها قديماً وحديثاً.
هذه العلاقة أوضح من أن تسلط عليها الأضواء وأكبر من أن تناقش في سياق ضيق.

من أدوار الإعلام في كل بلد هو إبراز منجزات الوطن وتسليط الضوء عليها والدفاع عنها عند الحاجة.
والمملكة منذ سنوات تحولت إلى ورشة عمل لا تهدأ، بفضل الله ثم بفضل رؤية السعودية 2030 التي أطلقها عرابها، ووكل تنفيذها إلى رجال يعملون ليلاً ونهاراً لإنجاح أهدافها، مدعومين بشعب يؤمن بقائده وبرؤيته.

هيئة الترفيه وصناعة جودة الحياة من خلال برامجها، غصن من شجرة الإنجازات التي بدأت تؤتي ثمارها. مشروع الترفيه مشروع دولة بتوجيه من القيادة، وبإشراف معالي المستشار تركي آل الشيخ وفريقه، الذين يبذلون جهدًا مقدّرًا ويحظون بتأييد المواطن السعودي. وموسم الرياض أحد أبرز ثمار هذا المشروع.

مسؤولو هيئة الترفيه لا يعملون بعشوائية، بل وفق دراسات واستشارات وخطط استراتيجية قائمة على فكر إبداعي وعصف ذهني يبدأ فور انتهاء أي موسم أو فعالية. وللمنصفين، هذه الحقائق واضحة.

قبل أيام، أعلن معالي المستشار عبر منصة X أن موسم الرياض القادم سيعتمد بشكل شبه كامل على العازفين والموسيقيين السعوديين والخليجيين، وعلى المسرحيات السعودية والخليجية، مع تعاون محدود مع المسرح السوري والعالمي. هذه الخطوة لاقت استحسان الشارع السعودي والخليجي، كونها تمنح المبدع المحلي مساحة أكبر لإثبات نجاحه، وهو ما يفترض أن يسعد كل عربي.

لكن، أعقب الإعلان حملة شعواء منظمة ضد الهيئة، تجاوزت موسم الرياض إلى مهاجمة مجمل منجزاتها. ومَن خبر دهاليز الإعلام يدرك أن الأمر ليس جهد أفراد عشوائي، بل عمل منظم، سبقته هجمات مماثلة في فترات حساسة، تستهدف الربط بين أحداث سياسية دامية والمشهد الترفيهي، في محاولة رخيصة للتأثير على الرأي العام.

تركي آل الشيخ قادر على الدفاع عن نفسه، لكن منجزات السعودية ومخرجات الرؤية وسيادة الدولة خط أحمر عند كل مواطن صالح، فكيف بالإعلامي. ومن هذا المنبر، أوجّه العتب على صمت بعض زملائنا في مصر تجاه هذه الحملات، وأدعو الإعلاميين الشرفاء إلى فضح مخططات تلك الجهات المغرضة.

الإعلام المصري الرسمي مطالب بالتعامل مع هذه المهاترات بجدية وحزم، فالهجمات أكبر من أن تُتجاهل أو تُواجه باستحياء. وأنا هنا لا أتحدث باسم الإعلام السعودي الرسمي، بل كإعلامي وصحفي سعودي، محب لمصر ولإعلامها الشريف، أقول: استهداف هيئة الترفيه ومشاريع الدولة أمر لا نقبله.

ليس من حق أحد أن يملي على هيئة سعودية قراراتها أو يفرض عليها مع من تتعاون. السعوديون يعملون بوضوح، ويتحدثون بوضوح، لكن الحليم إذا غضب فلن تُحمد عواقب غضبه.

أخاطب الإعلام المصري، الشعبي والرسمي، بضرورة التعامل مع الأصوات الحاقدة وصناع الفتنة كما عهدناكم، فالهجمات تجاوزت الحدود، و”بلغ السيل الزبى”.

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop