مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

“موثوق” للتحليل الرياضي..

انطلق قبل أسبوع الموسم الكروي بالمملكة 2025 تحت أنظار العالم لما تم استقطابه من نجوم كرة القدم العالميين، خاصة أندية روشن الـ 18.
كانت الجولة الأولى تشير إلى موسم ساخن، في تصوري ستكون المنافسة شرسة حيال من يخطب أو يخطف قلب كأس الدوري. أقل ما يمكن، في أرض المباراة الواحدة، يتواجد من 14 إلى 16 لاعبًا عالميًا غير سعودي، إلى جانب العناصر العالمية السعودية (رغم أنني سبق أن طرحت رأيًا أن هذا العدد الكبير من العناصر الأجنبية – ورغم المردود الإيجابي الحالي – إلا أنه مؤثر بشكل سلبي على نجاعة العناصر السعودية التي نحتاجها في المنتخب الوطني، والحال الآن في المنتخب توحي بذلك). وعلى ذكر المنتخب، نحن مقبلون على مشاركات عالمية لابد أن تتوازى هذه المشاركات مع قيمة الوطن على الساحة الإقليمية والدولية (سأعود لطرح رؤيتي بشأن الإعداد لمستقبل المنتخبات السعودية لكرة القدم).

أعود إلى انطلاق الدوري وسأتحدث بصفتي هاويًا ومشجعًا لكرة القدم. أولًا، مع وجود تقنية الفار، لا زال الجدل ساخنًا عن حالات تحكيمية يتبناها المحللون تكون لصالح هذا النادي أو جمهور الطرف الآخر. لذلك، أتمنى تفعيل خاصية نقل المحادثات بين حكم الساحة وحكم الفار (إذا لا يتعارض هذا الاقتراح مع أنظمة الفيفا الخاصة بتقنية الفار)، مع مراجعة الاتحاد السعودي لتكاليف استقدام الحكام الأجانب وفرض مشاركة الحكم المحلي في أي مباراة كرجال خطوط، وتكليف عناصر تحكيمية خبيرة في تقنية الفار. هذا من ناحية التقنية التي تحد من سلبيات التحكيم التي قد تخدش بشكل سيئ صورة تقدم كرة القدم لدينا مع هذه الرعايات الضخمة من قبل صندوق الاستثمارات العامة أو من قبل الهيئات والشركات الراعية.

هذه المثالب في دورينا يتحمل الجزء الأكبر منها الإعلام الرياضي، أولًا لعدم جدية بعض هذا الإعلام في نشر الوعي بالقوانين التحكيمية للجمهور. بل آمل أن تكون قراءتي خاطئة أن بعض هذا الإعلام (أفراد ومنصات ومغردين لهم اعتبار جماهيري) تدعم القراءات الخاطئة لشريحة كبيرة من الجمهور وتؤثر عليها سلبًا. لنا في واقع الحال أمثلة من أرض الواقع: حالة واحدة تجد الاختلاف عنها بين أكثر من محلل و(إعلامي رياضي)، وحالات مشابهة تكون الآراء عنها متناقضة. (سيأتي من يقول روح القانون والحكم تصرف وفق رؤية ما، نعم اللعبة لا تخلو من أخطاء لكن لا يجب أن تزرع هذه الأخطاء الصراع والتعصب الجماهيري).

وزارة الإعلام أدركت أن وسائل التواصل الاجتماعي ذات قيمة في توجيه الرأي العام وكذلك مشاهير هذه الوسائل، لذلك سنت القوانين والأنظمة التي تحكم النشر، وترخيص (موثوق) من قبل جهات الاختصاص لممارسي الدعاية والإعلان للحد من انفلات المحتوى بما يتعارض والقيم الدينية والأخلاقية بالمجتمع.

مجال الإعلام الرياضي جدًا حساس، خاصة ما يثير التعصب بين مشجعي الأندية التي تقتدي بهؤلاء المحللين. أطرح على مسؤولي الإعلام والرياضة سن نظام لمحللي الرياضة (شبيه بموثوق) يخضع منح هذا التصريح إلى مقومات واشتراطات علمية ورياضية (لا يكفي أن يكون المحلل صحفيًا أو لاعبًا أو حتى مشهورًا)، لابد أن تتوفر الاشتراطات بمن يمتهن التحليل الرياضي. (التحليل ليس عاطفيًا، له أسس ومعطيات تتعلق بنظام اللعبة واللاعب من حيث التأهيل والتكامل اللياقي والبدني) ويكون مسؤولًا عما يطرحه في وسائل الإعلام مسموعة أو مرئية أو مكتوبة، إذا ما أردنا مواكبة ما تقدمه الدولة – أعزها الله – لتقدم الرياضة بشكل عام ولكرة القدم بشكل خاص.

قبل الختام..
(ثمانية) الجولة الأولى وفق منظور جماهيري لم تكن تواكب التوقعات من حيث النقل التلفزيوني والتقنيات الحديثة سواء صوت أو صورة. بعض الأحيان نحتاج إلى مكبر لنعرف أين الكرة وأين ذهبت. التقنيات العالمية في النقل التلفزيوني ليست أسرارًا خاصة، أمل الجمهور الرياضي داخليًا وخارجيًا بمشاهدة أفضل.

 

السفير م. دهام الدهام
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop