مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

“نوفمبر 18”.. طويق خلفك

 

سيدي بلا مقدمات سأطرح اُمنياتي بنجاح ما تحمله من تطلعات عِظام لهذا البلد العظيم، في كافة المجالات وبما يمكّن بلادي أن تكون قوية دائما أمام العواصف الإقليمية والدولية، وبما تمثله من قيمة إسلامية وعربية.
في خِضَمْ هذه العاصفة منذُ الإعلان عن 18 نوفمبر زيارتكم إلى واشنطن ولقاء حاكم البيت الأبيض، تبارت الأقلام (النجسة) إلى بث سمومها عن أهداف ومقاصد هذه الزيارة وما سيفرض فيها من مواقف. تناسوا أن هذه الزيارة ليست وليدة علاقات رأسية نتلقى فيها الإملاءات بل هي علاقة مصالح وند لند، تعزيز لعلاقات بينيه وتحقيق لمصالح البلدين مضى عليها عقود من الزمن.
يدرك العالم، الدور الأمريكي العالمي المحوري، من النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية، لكن ما لا تدركه تلك الأقلام، المواقف السعودية الثابتة على مر الأزمان وفي العلاقة السعودية الأمريكية بالذات، مهما تعاقبت إدارات البيت الأبيض.. تبث هذه الأقلام ما يوحي بضغوطات أمريكية لتغيير المواقف السعودية الإقليمية والدولية، وخاصه ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والموقف من دولة الاحتلال..
تناسوا كلياً أن الدبلوماسية السعودية وبإشراف وتوجية من سموكم هي من تقود العالم إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لتحقيق السلام وفق حل الدولتين، على الرغم من المواقف السلبية الأمريكية من هذا التحرك العالمي.
المزاج الأمريكي الداخلي لم يعد ملتزماً بقوىٍ كانت تدير المشهد السياسي الداخلي، فقد تغيرت وسائل الإعلام التي تضع الفرد الأمريكي في إطار مصالح تلك الجماعات او المنظمات، ووسائل التواصل الاجتماعي والفعاليات المستقلة، غذت المواطن الأمريكي بالحقائق الدولية، وعن المواقف تجاه القضايا التي تخلق بؤر التوترات العالمية ودوره في دعم المواقف الأمريكية الرسمية، ظهر ذلك جلياً في تحركات قادة ومفكرين وجامعات وفنانين إلى التعبير عن رفض التبعية ودعم قوى التسلط وإنهاك الخزينة الأمريكية. وأصبح الناخب الأمريكي أكثر أمركة مما مضى واعياً، وأصبح صوته أعلى للحفاظ على مصالحه، وعدم الارتهان إلى موسسات ومنظمات تدعم أطراف خارجية على حساب دافع الضرائب الأمريكي.
وقد توّج هذا المشهد المتجدد، فوز المرشح زهران ممداني في رئآسة بلدية نيويورك (القلب الأمريكي النابض)، وهو المهاجر المسلم الذي خاطب الناخبين بلغة أمريكية لمصلحة أمريكية خالصة، لم تعيقه ديانته ولا توجهاته السياسية والاقتصادية عن طرح برنامجه وبتحدى لكل القوى التي تحكم وتتحكم بالمصالح الوطنية الأمريكية.
18 نوفمبر.. يا سيدي، هو الثبات على المواقف وخلفك جبال طويق سنداً ومنعةً.. أنت سيدي تكتب خطوط المستقبل لهذه البلاد بأمن وآمان وثقه امتداداً لتاريخ عميق راسخ المواقف منذُ المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
ولعلي أتذكر تصريح لسموكم ذات يوم.. أننا لا نأخذ ولا نشترى حاجتنا بلا مقابل، نحن نشتريها بحر مالنا (لن ندفع شيئا مقابل أمننا. نعتقد أن جميع الأسلحة التي حصلنا عليها من الولايات المتحدة الأميركية قد دفعنا من أجلها، إنها ليست أسلحة مجانية).
استذكر سيدي وأن أسطر هذا المقال هوية اليوم الوطني الفائت 95 .. (عزنا بطبعنا .. والله اللي عزنا .. وعزنا من طبعنا)، اليوم تصنع الاحداث وغداً يسطر التاريخ.. هذه الصحراء صنعت منا العزة والأنفة والتحدي والثبات.

 

السفير م. دهام الدهام
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop