مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

هل الطيب …؟

سؤال يتردد كثيراً في الأذهان والكثير منا يحتاج للإجابة، ولكن الأهم وماذا بعد الإجابة؟ هل الجواب يشفي الغليل كما يقولون ويبرد القلب، أم سيظل في النفس غصة وفي القلب جرح، وفي العقل يدور السؤال للبحث عن الإجابة الشافية، هل الإنسان الطيب كما يقولون يؤكل حقه؟ ويهضم أمره ويكون هو عند البعض مكان السخرية والاستهزاء لأجل أنه إنسان طيب وحبيب، وأنه لا يحب المشاكل وكثرة القال والقيل، نعم للأسف في بعض المجتمعات وعند البعض من الناس من يكون طيباً وإنساناً لا يحب أن يكون مصدر للإزعاج وسبباً في المشاكل، تراه يبتعد عن المجالس التي يكثر فيها اللغو والنميمة، ولا يحب أن يكون إلا محضر للخير وأن يكون مجلسه بعيداً كل البعد عن الشر وأهله، وإن حضر زاد جمال المجلس بحضوره وإن غاب يفقدوه الناس في غيابه، جميلاً في كلامه لطيفاً في عباراته طيب القلب لا تغير الظروف والأحوال معدنه ، إن ترقى في عمله ومنصبه تجده لم يتغير، وإن نال المال والمكانة سيظل كما هو شخصاً ودوداً يعطي بسخاء وحب، لا يعرف الكره مكاناً له في قلبه صادقاً صدوقاً محسناً محباً للخير والعطاء والبذل، وبعد كل هذه الصفات وأكثر يأتي من يأتي ويأكل حقه ويهضم أمره، إما مديراً في العمل أو زوجة أو زوجاً أو أخاً أو أخت أو فرداً من أفراد العائلة أو المجتمع، هل لأن ذنبه أنه طيب القلب وجميل اللسان ولا يحب المشاكل ويبتعد عنها، أما أنه لا يحب المحاكم ولا يعرف طرقها وممراتها، أليس من الظلم أن تأكل حق إنسان في الدنيا وأنت تعلم علماً يقيناً أنك أكلت حقه بدون وجه حق، أليس من الظلم لنفسك أن تتجنى على الطيبين وعلى سمعتهم بالذكر السيء لهم في المجالس، أليس ظلماً لحالك ونفسك أمام الناس أن تكون ممن يعرفونه بأنه الظالم والآكل للحقوق وربما أيضاً السارق للأموال في وضح النهار، أليس من العيب وقبل ذلك حرام عليك أن تفعل هذا وأكثر بدون تأنيب للضمير، وبدون أن تحاسب نفسك قبل أن تحاسب في يومٍ لا ينفع مالٌ ولا بنون، في يومٍ لا تعرف الأم ولدها وكلٌ في ذلك الموقف يقول نفسي نفسي، ألم تسأل نفسك متى سترد الحقوق لأهلها؟ ومتى سترد الديون لأصحابها؟ ومتى سيكف لسانك عن الغيبة والنميمة في المجالس وعن أعراض الناس، ألديك حصانة من الموت أن تموت في هذه اللحظة وأنت ظالمٌ الناس وآكلٌ الحقوق ، ولست عادلاً فيمن عندك من الموظفين والأبناء والزوجات والعمال، أعرض قلبك على القرآن والدين وأنظر لأمر نفسك أين هي من الله والخوف منه ومن عقابه ومن دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب، ألا تخاف من أن يقول أحدٌ في حقك حسبي الله ونعم الوكيل فيك، أليس لك قلب يشعر بمرارة الظلم للناس وعقل يفكر بعواقب فعلك الآثم والألم الذي سببته لهذا الإنسان الطيب؟
اسأل الله العظيم أن يهدي القلوب ويطهر النفوس ويزكيها، ويرد الأموال لأصحابها وأن يلين القلوب القاسية، وأن يرحم ويغفر لأهل القلوب الطيبة النقية الزكية وأن يرفع درجاتهم في الدنيا والآخرة أنه ولي ذلك والقادر عليه

شارك المقالة
مقالات مشابهة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop