بالأمس في قاعة الأمم المتحدة ، ارتفعت السعودية كجبل لا ينحني، تُعلن للعالم أن العزّة والكرامة لا تُساومان، وأن الحقّ سيُرفع مهما طال الليل. هناك، على منصة التاريخ، ارتسم خط فاصل بين عهدين: حضر وعد بن سلمان، ورحل وعد بلفور.
الورقة المسمومة التي شرّدت شعبًا وحوّلت الأرض إلى جراح، انتهى زمنها، وحلّ عهدٌ جديد. وعد بن سلمان ظهر كرمزٍ للثبات، للقرار الحازم، للسياسة التي لا تعرف التراجع، وعدٌ يكتب أن فلسطين دولةٌ مستقلة، وأن الكرامة العربية ليست خيارًا بل واجبًا، وأن العدالة تصنعها الإرادة لا الخطابات الفارغة.
142 دولة اعترفت بفلسطين، لم يكن ذلك مجرد عدد، بل إعلان عالمي أن الحق لا يضيع، وأن السياسة لا تُقاس بالمال ولا بالضغط، بل بالقيم الراسخة والثبات على المبادئ.
ولم يكن الحضور السعودي مجرد كلمات، بل أفعالٌ ورسوخ. حين اعتلى الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية، المنصة، لم يطرق الطاولة ليعلن انتهاء الجلسة، بل طرق على رؤوس من يعادي الحق، معلنًا بوضوح: لا مجال للظلم، ولا مكان لمن اختار الخيانة، ولا صوت لمن يعترض على إرادة الحق. تلك اللحظة، بكل رمزيةها، جعلت القاعة كلها تشعر بثقل التاريخ، وأن السياسة السعودية ليست مجرد حضور، بل قيادة، وصوت، وعمل.
السعودية أمس لم تمثل نفسها فقط، بل حملت صوت الأمة، وذكّرت العالم أن السلام لا يُبنى إلا على أساس العدالة، وأن الدولة الفلسطينية ليست وعدًا، بل واقع يُفرض بالإرادة. حضر وعد بن سلمان، وعد العزّة والسيادة، ورحل وعد بلفور، الوعد المسموم الذي لا مكان له اليوم.
بين الحضور والغياب، بين المطرقة والإرادة، انكسرت قيود قرنٍ كامل، واشتعل فجر سياسي جديد، يكتب أن التاريخ لم يعد كما كان، وأن السياسة السعودية تصنع الفارق، وأن صوت الحق سيعلو دائمًا فوق كل صخبٍ وزيف.
لقد حضر وعد بن سلمان، ورحل وعد بلفور، وبينهما يبدأ التاريخ من جديد.
أ. هويدا المرشود
@hofahsaid111112
عضو جمعية إعلاميون