17/04/2025
كان يومًا مشرقًا في حياة “سارة”، اليوم الذي حصلت فيه أخيرًا على رخصة القيادة. بعد سنوات من الاعتماد على السائقين والانتظار الطويل للمواصلات، شعرت بأنها امتلكت جناحين للتحليق في سماء الاستقلالية. لم يكن مجرد رخصة، بل كان انتصارًا شخصيًا وحلمًا تحقق.
في الصباح الباكر، استيقظت متحمسة لتجربة قيادتها الأولى إلى العمل. جلست خلف المقود بثقة، أدارَت المحرك، وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تنطلق في رحلتها الأولى بمفردها. لكن ما لم تحسب له حسابًا كان شيئًا آخر… الازدحام المروري!
ما إن خرجت إلى الطريق الرئيسي حتى وجدت نفسها محاصرة بين عشرات السيارات، تتحرك ببطء أشبه بالزحف. نظرت إلى الساعة، ثم إلى الطابور الطويل أمامها، وشعرت بالقلق يتسلل إليها. “ساعة كاملة وما زلتُ هنا؟!” تمتمت بضجر. كانت تحلم بأن تمنحها القيادة حرية التنقل، لكنها لم تدرك أن حرية الطريق مرهونة بازدحامه.
الوقت يمضي ببطء، أصوات المنبهات تملأ الجو، والسائقون المتعجلون يلتصقون بمركبتها دون صبر، وكأنهم في سباق مع الزمن. شعرت بالتوتر، فهذا العالم الجديد الذي دخلته لا يبدو كما تخيلته! كانت تسمع عن معاناة الموظفين مع الزحام، لكنها لم تدرك أنه سيكون تحديًا يوميًا يستهلك طاقتها قبل حتى أن تبدأ يومها في المكتب.
وصلت أخيرًا بعد ساعتين مرهقتين من القيادة البطيئة، أطفأت محرك السيارة، وأخذت لحظة لتستجمع أنفاسها قبل أن تترجل. دخلت إلى مكتبها، وعلى وجهها إرهاق صباحي لم تعهده من قبل.
في ذلك اليوم، أدركت سارة أن امتلاك رخصة القيادة لم يكن سوى نصف الحرية، أما النصف الآخر فمعلّق بين أزمة الطرق، وإشارات المرور، وازدحام المدن الذي لا ينتهي. ومع ذلك، ابتسمت، فقد كانت هذه مجرد البداية… وكل بداية تحتاج إلى صبر… ووقودٍ إضافي!
أ. شادية الغامدي
@shadiyah_gh
عضو جمعية إعلاميون