14/04/2025
في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة، يختلط على كثير من الناس مفهوم “المتعة” و”السعادة”، حتى يظن البعض أن كليهما يؤدي إلى الأخر، أو أن السعادة لا تكون إلا إذا سبقتها المتعة، لكن الحقيقة أن هناك فارقًا جوهريًا بين الاثنين؛ فالمتعة آنية، مؤقتة، سريعة الزوال، بينما السعادة حالة أعمق، وأكثر استقرارًا ودوامًا.
ما هي المتعة؟
المتعة هي استجابة جسدية أو نفسية فورية لمثير معين، مثل:
– أكل طعام لذيذ.
– مشاهدة فيلم ممتع.
– السفر لمكان جميل.
– التسوق أو تلقي هدية.
كل هذه تجارب، تُشعرنا بلذة ولحظة رضا مؤقتة، لكنها:
تتلاشى سريعًا، وتتطلب التكرار المستمر، ولا تضمن استقرارًا داخليًا أو هدوءًا دائمًا. فالمتعة تشبه الوميض… تبهر للحظة ثم تنطفئ.
ما هي السعادة؟
السعادة هي شعور أعمق بالرضا، والاتزان، والسلام النفسي، لا ترتبط بمثير خارجي دائمًا، بل قد تنبع من إحساسك بالمعنى في حياتك، علاقاتك الصحية، شعورك بالامتنان لما لديك، قدرتك على تجاوز الألم والتحديات.
السعادة تُبنى ولا تُشترى، وتستمر حتى بعد زوال المثيرات اللحظية.
السعادة لا تلمع، لكنها تبقى.
الفرق بين المتعة والسعادة
المتعة في المدة، قصيرة الأجل، بينما السعادة طويلة الأجل.
مصدر المتعة خارجي (طعام، تجربة، شيء ملموس)، بينما السعادة داخلي (رضا، اتزان، قناعة).
التأثير للمتعة لحظي وسريع الزوال، بينما للسعادة تراكم ومستقر التكرار.
للمتعة ضروري تحتاج إلى تكرار دائم، بينما السعادة لا تحتاج إلى محفّز دائم.
للمتعة سطحي ولحظي ، بينما للسعادة عميق ومستمر.
أين يقع الخطأ؟
الخطأ الشائع أن البعض:
• يطارد المتعة معتقدًا أنها السعادة.
• فيستهلك وقته، وماله، وجهده في جمع لحظات لذة دون أن يشعر برضا داخلي.
• ثم يصاب بالإحباط حين لا تأتي المتعة بالطمأنينة التي كان ينتظرها.
“من يبحث عن السعادة في المتعة، كمن يشرب من ماء البحر ليُروى”.
كيف نصل للسعادة الحقيقية؟ ابنِ علاقتك بنفسك بصدق، أعرف من أنت، وما الذي يجعلك مطمئنًا حقًا.
اجعل لحياتك معنى، فالسعادة الحقيقية تأتي عندما تشعر أن لحياتك هدفًا، حتى لو كنت تمر بصعوبات.
كن ممتنًا لما تملك، الامتنان يصنع شعورًا بالرضا، حتى في أبسط النِعم.
وازن بين المتعة والسعادة، ولا بأس أن تستمتع، ولكن أجعل المتعة وسيلة، لا غاية.. لذّة اليوم ليست ضمانًا لرضا الغد.
المتعة تزورك لتُفرحك للحظة
أما السعادة، تسكنك لتُطمئنك مدى الحياة.
فاختر طريقك:
هل تريد ومضةً تُبهر ثم تنطفئ؟ أم نورًا هادئًا يبقى معك في العتمة؟
عش اللحظة، ولكن ابنِ الحياة.
استمتع، ولكن لا تنسَ أن تسعد.
أ. الجوهرة ال مرعي
@c3w125
عضو جمعية إعلاميون