مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

“يا ضايق الصدر وسع الخاطر”!

في لحظات الاختناق، حين تفيض الروح بالكتمان، ويمتلئ القلب بما لا يُحتمل، نشعر برغبة جامحة في البوح، في كتابة كل ما يؤلمنا، كل ما لم نستطع قوله، وكل ما خذلنا.
لكن الكتابة في لحظة الغضب ليست شفاءً دائمًا، بل قد تكون خنجراً يرتدّ إلى صدرك، أو سهماً يصيب غيرك من دون أن تقصد.
فلا تكتب وأنت ضائق الصدر… لأن الكلمة في لحظة الاضطراب قد تُفسَّر بما لا تقصده، وقد تجرح من لا يستحق، وقد تُعبّر عنك بشكلٍ لا يُشبهك حين تهدأ.

ولا تتخذ قرارًا وقلبك مثقل بالهم،
فالقرارات حين تُبنى على ألمٍ لحظي، قد تهدم علاقات بُنيت على سنوات.
وقد تنسف جهدًا، وتقطع ودًّا، وتُرجعك خطوة للوراء وأنت تظن أنك تمضي للأمام.
العقل لا يرى بوضوح حين تغشى عليه سحابة الحزن، والخيبة تجعلنا نُضخم ما لا يُضخّم، ونقلل من قيمة ما لا يُقدّر بثمن.

الكتابة فعل وعي، والقرارات تحتاج إلى بصيرة…
وكلتا الحالتين تتطلبان صفاءً لا يأتي إلا بعد هدوء.

اهدأ…
تنفّس بعمق…
لا تكتب لتردّ، بل لتفهم.
لا تقرر لتنتقم، بل لتتجاوز.

تذكّر:
كل لحظة موجعة، مهما طالت، ستمضي.
كل من آلمك، وكل موقف خذلك، وكل شعور كسرك… لن يبقى كما هو.
الزمن لا يمحو فقط، بل يُنضج.
ويُعيد ترتيبك من الداخل، حتى ترى الأمور من زوايا أخرى، أوضح، أهدأ، وأكثر إنصافًا لنفسك.

تجاوز…
ليس لأجلهم، بل لأجلك.
تجاهل ما لا يستحق طاقتك، فلا شيء يُستنزف أكثر من الغضب المُزمن.
سامح… حتى لا تبقى عالقًا في لحظة مضت، بينما الحياة تمضي من حولك.

وحين تهدأ، حين يستقرّ كل شيء في داخلك، حين يعود النور إلى عقلك لا عاطفتك فقط،
اكتب…
وقرّر

فالكتابة من السلام تُخلّد.
والقرارات من النقاء تُثمر.
والعقل الهادئ… يرى أوضح، ويختار أصوب.

 

أ. الجوهرة الشهراني
‏@c3w125
عضو جمعية إعلاميون

 

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop