هذا المثل يطلقُ في الغالب على من اعتاد الناس كذبه، وعندما وجدوه يصدقُ مرة قالوا هذا عنه: (ياكم ضاع للكاذب من صَدْقَه!) بلغة التعجب.
هذا بالضبط ينطبق على الذكاء الاصطناعي ونماذجه الخداعة والكاذبة؛ مما جعلتنا في حيرة من أمرنا، وصدمة من هذا الواقع الذي خلق داخلنا الدهشة والاستغراب. كثير من المخاطر تحيط بهذه التقنية (تقنية الذكاء الاصطناعي) لعل من أهمها ما ذكرهُ الأب الروحي لهذه التقنية (يوشيوا بنجيو) عندما أشار في إحدى محاضراته التي جاءت ضمن مؤتمر «تيد» حول مخاطر الذكاء الاصطناعي، بأنّ من ضمن المخاطر القريبة لهذه التقنية (توليد الإشاعات) والترويج لها بشكل أقرب للحقيقة.
وعلى الرغم من حداثة هذه التقنية وقرب عهدها إلاَّ أن الأغلب أصبح متفهماً لما قد تحمله من ألاعيب وإيهامات مكشوفة وواضحة.
لم تمر أحداث الحرب الدائرة، والضربات الشنيعة بين – إسرائيل وإيران – مرور الكرام على تقنية الذكاء الاصطناعي وثورته الهائلة وقدرة تحويل الأفكار والتوقعات إلى محتوى مرئي ومشاهد مذهلة؛ تجعل المتصفح والمشاهد في شك وتساؤل دائم عن مصداقية الحدث، ومدى صحته؛ خاصة عند مشاهدة بعض المقاطع والوقوف أمامها وقفة المشدوه بين المصدق والمكذب والمرتاب والمتيقن. الذكاء الاصطناعي كأداة حرب يقوم على التضليل الرقمي، والفبركة الإعلامية؛ كسلاح نفسي في الحرب الحديثة؛ لذلك نشاهد كمًا هائلا يُصدِّرُ مثل تلك المقاطع التي بلا شك أنها تختلط في ذهن المهتم والمتلقي بعد ذلك؛ مما يجعله يصدرُ حكماً مجملاً على كافة الأحداث والمقاطع حتى الواقعية منها والصادقة على أنها «ذكاء اصطناعي».
فنتذكر المثل القائل: «يا ما ضاع للكاذب من صدقْه».
أ. بدر الروقي
@B__adr0
عضو جمعية إعلاميون