مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

يوم الشدّة تبان المعادن

 

يقولون: “يوم الشدّة تبان المعادن”، والظاهر إننا نعيش اليوم زمن كلّه شدّايد، كل يوم موقف، وكل لحظة اختبار. صار الواحد ما يلحق يلتقط أنفاسه إلا وتنكشف له نية، أو يسقط قدّامه قناع كان يحسبه وجهًا حقيقي.

الناس ما تغيّروا، بس الأقنعة ما عادت تصمد. التمثيل ما عاد له عمر طويل، والمواقف صارت مرآة صافية تبين من هو الصدق ومن هو التجميل. كم من علاقة كانت تظنها جبل، وما تحملت أول نسمة خلاف. وكم من صديق كان يضحك لك، ولما احتجته فعلاً.. (صمت أو غاب).

سقوط الأقنعة ما عاد وجع مثل أول، صار نوع من العافية. القلب ما عاد يقدر يعطي ثقته لكل من يبتسم، والعين صارت تعرف تفرّق بين طيبة الروح وطيبة المصلحة. صرنا نعرف إن النقاء ما هو ضعف، وإن الطيبة ما تعني غفلة، وإن الصفاء ما يكون إلا لمن صفّى قلبه من الزيف والتزيين.

في الناس من يرفع شعار المبادئ، وهو أول من يبيعها إذا ضاق عليه الموقف. ومن يتغنّى بالوفا، وهو ما يعرف يحافظ على وعد بسيط. لكن الزمن، ذاك الغربال العجيب، يظل يدور ويدور، لينقّي الذهب من الطلاء، والنية من الكلام.

فلا تزعل إذا سقط قناع، احمد ربك إنك شفت، لا لأنك انخدعت، بل لأنك اتبصّرت. كل تجربة تكشف لك معدن اللي حولك، مو علشان تكرههم، لكن علشان تعرف وين تحطّهم في حياتك. بعض الناس ما نخسرهم، بس نكتشف مكانهم الصحيح… مو قريب، ولا بعيد، بس على قدرهم.

سقوط الأقنعة يتكرر في كل مرحلة،
يذكّرك إن الجوهر أغلى من المظهر، وإن الموقف أصدق من ألف كلمة. ومهما تغيّر الزمن، تبقى الحكمة نفسها: “يوم الشدّة تبان المعادن”.
خلّ الريح تهب، وخذ راحتها وهي تطيح بالأقنعة. لأن بعد كل انكشاف، تبقى أنت… أنقى، أصدق، وأقوى من قبل.

 

أ. هويدا المرشود
‏@hofahsaid111112
عضوي جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop