27/3/2023
مر الإعلام منذ بدايته بتطورات ومراحل عدة بدأت بالسمعية والمنقوشة ثم المخطوطة والمطبوعة وتبع ذلك تغير جذري بتوظيف الراديو في الإعلام والنقل؛ مما جعلها نقلة نوعية في المجال، فأصبحت الأخبار تسجل صوتية وتبث إذاعيًا، وتلى ذلك الحدث الأعظم، وهو إضافة عنصر الرؤية فتشكلت مميزات مغايرة عما سبقها من وسائط وأدوات.
واليوم نعيش أحدث وأقوى التطورات للإعلام باندماجه بالوسيط الرقمي وتقنياته، ولكن ماذا بعد ذلك؟ وإلى أين يسير الإعلام ؟ .
الحديث في هذا النطاق يضيق لحد كبير ويعود سبب هذا لعدم دقة الدراسات والتحليلات فكثير منها تشير إلى عدم التيقن من النتائج والتوقعات المستقبلية للمجال، ولكن مع ذلك يؤخذ بها؛ لأنها أصدق الموجود، فبعض تلك التوقعات تقول إن وسائل الإعلام ستندمج مع الذكاء الاصطناعي وتصبح العملية الاتصالية روبوتية بنسبة كبيرة ولكن لا يسقط دور الإعلامي فيها.
ستصبح وظيفة الإعلامي أقرب لوظيفة المبرمج ، ينظم ويحدث نظام التشغيل، ويترك على عاتق الروبوت مهام التحرير والصياغة والنشر ،و لكن ذلك يتطلب مهارات عالية من الممارسين الإعلاميين في الصناعة والذكاء الاصطناعي كما يحدث اليوم في الإعلام الرقمي؛ فألزم الممارسين بمواكبة التطور التقني واكتساب مهارات العصر الرقمي .
وختام هذا ، يتوقف تطور الإعلام على الإعلاميين أنفسهم، فعدم اكتساب المهارات يشكل فجوة كبيرة بين الإعلام والاعلاميين؛ مما يسبب ضعف في عملية الإنتاج الإعلامي وصناعة المحتوى بل يضعف من أهمية ودور الاعلام في المجتمع ، ولذلك أوصي نفسي ومن هم على مشارف الدخول في الميدان الإعلامي التركيز على اكتساب المهارات اللازمة لمواكبة التطورات التقنية والحديثة في المجال.
عبدالرحمن العتيبي