03/02/2025
ليست كل المشاهد والمواقف التي نراها أو نكون جزء منها سوية المنشأ ، لاسيما تلك التي يُخرجها بعض أطرافها عن المألوف ، والتي غالبًا ما تكون قد صُنعت بعقول مرتعشة أو مثقوبة يعاني أصحابها من قدرة تمييز منخفض ومهارة ضعيفة في الربط والتحليل و القراءة الفاحصة الواعية التي تضع الافتراضات وتقرأ التوقعات بحس حكيم ، ومع شديد الأسف أن هذه الندبات خفية لاتظهر على أصحابها بل قد يبدو مظهرهم للوهلة الأولى أو النقاش الأول أنهم أسوياء ، لكن العاقل لايلبث طويلًا حتى يرى فيهم الخلل والثقب الذي تسربت من خلاله أفكارهم الشاذة أو سلوكياتهم المعوجة ، والعاقل هو أيضًا من يُبطل حيرته التي خلقت بداخله التساؤلات المنطقية حول أفكار ونهج المرتعشة عقولهم حين يطلع على حقيقتهم .
والحديث هُنا ليس للبحث عن حياة بشرية مثالية لاوجود لها على أرض الواقع ، ولن يكون لها وجود لأن التركيبة البشرية غير قادرة على تحقيقها والكمال ليس بشريًا ، لكن المؤذي والمزعج حقًا أن نجد من يساهم في الانحدار بالسلوك إلى مستويات دون المقبول ، ويحاول أن يقدّم نفسه على أنه المُحيط علمًا وفهمًا ببواطن الأمور وظاهرها ، معتقدًا أن الصورة البصرية بكل مكوناتها والتي يحاول أن يوهم الناس بها ويبرهن من خلالها على استقامته وصواب نهجه وخلو فكره من الشوائب وصحته النفسية من الاعتلالات ، والحقيقة أنه مزيج من تلك الندبات التي أصبحت جزء من العثرات التي تعترض طريق كل من يتعامل معه ، ومن تلك النقطة يبدأ الصراع بين العاقل الذي رفض غير المألوف وبين معتل يسعى لفرض شذوذه الفكري والنفسي على العقلاء .
ولأن الحياة أجمل من قضائها في الزوايا الضيقة وبين الاختناقات البشرية التي تُشعر من فيها أن الحيرة طغت والاستفهامات الحائرة حول حال الخارجين عن مألوف الأسوياء تكاثرت ، فالإجابة لا تحتاج إلى بحث عنها بقدر ما تحتاج إلى صناعتها بالردع والزجر والإيقاف عند الحدود وقبل تجاوزها من قبل المعتلين فكريًا ونفسيا المعتقدين أنهم الرقم الأهم والحقيقية المؤلمة أنهم مجرد أصفار على شمال الفاصلة التي تفصل بين يمين القيمة واليسار الصفري ومنطقة اللاشيء .
ضيف الله نافع الحربي
عضو جمعية إعلاميون
@daifallhnafa