قبل قهوة المغرب المعتادة كل يوم، طلبت من ولدي خالد أن يمرّ بأحد المحلات القريبة على طريق أنس بن مالك، ليأتي بحلى بسيط مع القهوة.
رفع عينيه نحوي وقال مبتسماً: (ويييين في 2025 اروح .. اجيب ..حلى!! هو اللي يجيني).
لم تمضِ دقائق حتى كان قد دخل التطبيق، طلب، دفع، واستقبل الطلب عند الباب… في أقل من ربع ساعة.
تلك اللحظة البسيطة جعلتني أتأمل كيف أصبحت التقنية جزءاً من تفاصيل حياتنا اليومية، تديرها بصمت ودقة تفوق التوقع.
في المجتمع السعودي، لم تعد المنصات الرقمية مجرّد أدوات مساعدة، بل تحولت إلى شريان رئيسي في أسلوب المعيشة الحديثة.
ومع تسارع التحول الرقمي الذي تقوده الحكومة، باتت الخدمات الإلكترونية عنواناً للكفاءة والموثوقية.
منصات مثل أبشر وتوكلنا وصحتي ليست مجرد منصات خدمية،،،
بل تجربة وطنية ناجحة جعلت التعامل مع الجهات الحكومية أكثر سرعة وأماناً، بفضل بنية تحتية رقمية رائدة ونظام أمن سيبراني يُعد من الأقوى إقليمياً.
وفي المقابل، ساهمت التطبيقات التجارية الخاصة بالتوصيل في رفع جودة الحياة وتوفير الوقت، لكنها أيضاً غيرت وتيرة المجتمع، غيرت إيقاع المجتمع، حتى بات الناس يتعاملون مع الوقت وكأنه خدمة فورية.
هذا التحول خلق واقعا جديداً يتطلب وعياً بالتوازن بين الراحة الرقمية والحضور الإنساني، لأن كل نقرة على الشاشة تُقصي مشواراً وحديثاً كان يصنع دفء العلاقات.
في النهاية، ما بين فنجال قهوة وصحن حلى، تتجلى حكاية التحول الرقمي السعودي… حكاية وطنٍ أدرك باكراً أن المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع، وأن التقنية حين تُدار بوعي وأمان، تصبح أقصر الطرق نحو حياة أسهل وأجمل.
أ. محمد العتي
@otay_moahmmed
عضو جمعية إعلاميون