لم تعد وسائل التواصل مجرد تطبيقات، بل امتداد لحياتنا اليومية.
نضحك ونتناقش ونتخاصم ونُحب عبرها، حتى صارت تشبه “الواقع الموازي” الذي نعيش فيه أكثر مما نعيش خارجه.

اليوم لكل واحدٍ منّا نسختان: نسخة رقمية مصقولة نُظهرها للعالم، ونسخة حقيقية قد تخفي تعبها خلف صورة مبتسمة. في هذا التناقض، صار “الإعجاب” و”المتابعة” مقياساً لقيمة الذات.. وكأن الصمت الإلكتروني يُشبه الغياب عن الحياة.

جميل أن تجمعنا المنصات، لكنها في الوقت ذاته فرّقت القلوب. قربت البعيد وأبعدت القريب.. ومنحت الشهرة لمن يملك الجرأة أكثر من الموهبة.
ومع ذلك.. تبقى ساحة مؤثرة أعادت توزيع القوة من النخب إلى صُنّاع المحتوى الذين يحركون الرأي العام بكلمة وصورة.

التحدي الحقيقي اليوم ليس في البقاء على المنصة.. بل في أن نبقى أنفسنا داخلها.. أن نستخدمها، لنتواصل لا لنتجمّل..ولنُعبّر لا لنختبئ..
فهي ليست عالماً افتراضياً بقدر ما هي مرآة واقعية تعكس ما أصبح عليه الإنسان في زمن السرعة والظهور.

أ. محمد العتي
‏@otay_moahmmed
عضو جمعية إعلاميون